في لحظات هدوء الليل، تستيقظ الأرواح المشتاقة للشغف، كأنغام هادئة تعزفها أوتار الروح. يبدأ رجوع الشغف كنسيم خفيف يتسلل إلى القلب، ينبض بإيقاع يعيد إحياء الأحلام القديمة. تكون البداية كرقصة خفيفة في حدائق الذكريات، حيث تستعيد الأفكار الجميلة والأماني المنسية. يتفتح الزهر في ذاكرة اللحظات الجميلة، وتبدأ الألوان بالتألق من جديد في لوحة الحياة. تتسلل الشغف إلى الوجدان كجوهرة ثمينة تكاد تكون قد فُقدت، يعيد الحماس والطاقة لتلك الروح التي كانت قد شابتها رياح الروتين والتسلل الدؤوب لحياة اليوميات. في هذه الرحلة الداخلية، يعود الإلهام ليكون رفيق الخيال، ويتفتح الإبداع كزهرة جديدة. ينظر الإنسان إلى حوله بعيون متجددة، يجد جمالًا في تفاصيل الحياة التي اعتاد تجاهلها. رجوع الشغف ليس فقط إعادة اكتشاف الهوايات والأحلام، بل هو أيضًا تغيير في تصوّر الحاضر والمستقبل. يأتي الشغف كرياح الربيع لتزهر الأمل وتعيد بناء جسور الإيمان بالقدرة على تحقيق الطموحات. في تلك اللحظات، تتراقص الأفكار بحرية وتحلق الأرواح كالفراشات في أجواء ملونة. إنه رجوع الشغف، فصل جديد في كتاب الحياة، يعيد ترتيب صفحاتها ويمنحها دفء ...
لماذا علينا التعايش ؟ التعايش مع حروب الافكار ، مع غربة الارواح ، مع مخلفات التضاربات و ذكريات كغَصَّة العمر تماما ، دفنت في مقبرة الذاكرة . أحيانا اتخيل شكل أرواحنا ، كيف لها الصمود و الشموخ امام كل ما يحدث ، روح و عقل يتعايشان داخل جسد واحد ! التعايش مجددا ؛ ربما نحن لا نتعايش ، نحن نضطر فقط ، عقولنا مدمنة لأفكار فظة مجردة من المنطق اللامنطقي أحيانا ، و ارواحنا متمسكة بمخلفات هذه الافكار و الضحايا ؟ - نحن . نحن من ننتظر الوقت ...