أحيانًا ! تمر بأيام - أو ربما أكثر - تغمرها الوحدة، الفراغ و اللاشيئ . إحساس غالبا يكون مجهول المصدر، شعور أشبه بنسيانك لشيئ تجهل معرفته، فراغ قاتل وسط أيام مملة ! كان معظم ما هو جميل يفقد جماله تدريجيا . كيف للحياة أن تفقدك لذتك في الحياة ؟ كيف لها أن تفقدك شغفك تجاه ما تحب ؟ كيف لها أن تبعدك عن ما يضفي المعنى للأيام ؟ كيف لك أن تشرح أنك متعب ، متعب من الطريق ، الوعود ، الصبر ، الأحلام ، الغد و لم يصل بعد ، الأمس و قد مضى ، المكوث في المكان الخطأ ، التعايش مع الأشياء المتاحة لا المرغوبة ، متعب من حمل ثقيل تجره روحك كل يوم إلى كل مكان ... تجد نفسك عاجز أمام كل تلك التساؤلات الماضية ، يخيل لك أن الحياة توقفت عن النبض و بدأت تحتضر ، لتمضي منعزلا في دائرة غرفتك ، تمشي ذهابا و إيابا دون فائدة ، تشرب ما يكفي من الكافيين لتبقى مستيقظا و ترتب أفكارك التي عجزت جميع اللغات الإنسانية أن تعبر عن دلالتها تعبيرا دقيقا ! الساعة الرابعة فجرا ، لا نوم ، أغنية حزينة و أخرى سخيفة ، دندنة بصوت متعب هو الآخر ، الجلوس في زاوية على الأرض، هدوء ، الكثير من الهدوء، الثرثر...