أحيانًا !
تمر بأيام - أو ربما أكثر - تغمرها الوحدة، الفراغ و اللاشيئ .
إحساس غالبا يكون مجهول المصدر، شعور أشبه بنسيانك لشيئ تجهل معرفته، فراغ قاتل وسط أيام مملة !
كان معظم ما هو جميل يفقد جماله تدريجيا .
كيف للحياة أن تفقدك لذتك في الحياة ؟
كيف لها أن تفقدك شغفك تجاه ما تحب ؟
كيف لها أن تبعدك عن ما يضفي المعنى للأيام ؟
كيف لك أن تشرح أنك متعب ، متعب من الطريق ، الوعود ، الصبر ، الأحلام ، الغد و لم يصل بعد ، الأمس و قد مضى ، المكوث في المكان الخطأ ، التعايش مع الأشياء المتاحة لا المرغوبة ، متعب من حمل ثقيل تجره روحك كل يوم إلى كل مكان ...
تجد نفسك عاجز أمام كل تلك التساؤلات الماضية ، يخيل لك أن الحياة توقفت عن النبض و بدأت تحتضر ، لتمضي منعزلا في دائرة غرفتك ، تمشي ذهابا و إيابا دون فائدة ، تشرب ما يكفي من الكافيين لتبقى مستيقظا و ترتب أفكارك التي عجزت جميع اللغات الإنسانية أن تعبر عن دلالتها تعبيرا دقيقا !
الساعة الرابعة فجرا ، لا نوم ، أغنية حزينة و أخرى سخيفة ، دندنة بصوت متعب هو الآخر ، الجلوس في زاوية على الأرض، هدوء ، الكثير من الهدوء، الثرثرة المفاجئة بلا معنى و الندم بعدها، أن يتقلب مزاجك من اليمنى لليسرى 88 مرة في الدقيقة ، أن تتعب منك !
أن تمضي منعزلا و تستشعر تلك العزلة اللذيذة لتصبح ملاذك الأول و الأخير و بين الملاذين موت عميق كما قال سيوران : " الموت الطبيعي و الأعمق هو الموت في العزلة ، عندما يصبح حتى الضوء مبدأ للموت , في لحظات كهذه نكون مفصولين تماما عن الحياة " .
لكن لم تحن النهاية بعد ، لا تستسلم الآن !
ربما سينتهي كل هذا ، ستتوقف الحروب التي بداخلك ، ستنجو منك ، ستسترجع أخيرا شغفك المفقود منذ زمن ، ستعيش بخير في عالم ليس بخير .
حياتنا تنقصها الطاقة ، الحب و الكثير من السلام ...
حياتنا ينقصها عدلك يا الله !
تعليقات
إرسال تعليق